وسمعت لو كنت أسمع في أداة فهم، أو أنظر بنور يقظة.
وكيلا ألاقي نكبة وفجيعة * وكأس مرارات ذعافا (1) أذوقها وحتى متى أتعلل بالأماني، وأسكن إلى الغرور، وأعبد نفسي للدنيا على غضاضة (2) سوء الاعتداد من ملكاتها؟ وأنا أعرض لنكبات الدهر علي، أتربص اشتمال البقاء، وقوارع الموت تختلف حكمي في نفسي، ويعتدل حكم الدنيا.
وهن المنايا أي واد سلكته * عليها طريقي أو علي طريقها وحتى متى تعدني الأيام فتختلف؟! وأتمنها فتخون! لا تحدث جدة (3) إلا بخلوق جدة، ولا تجمع شمل إلا بتفريق شمل (4)، حتى كأنها غيرى (5)، محجبة ضناء، تغار على الألفة (6)، وتحسد على أهل النعم.
فقد آذنتني بانقطاع وفرقة * وأومض لي من كل أفق بروقها (7) ومن أقطع عذرا من مغذ سيرا (8)، يسكن إلى معرس غفلة (9)، بأدواء نبوة الدنيا (10)، ومرارة العيش، وطيب نسيم الغرور، وقد أمرت تلك الحلاوة على القرون