الناس، واستحي من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله. (1) 107. وسئل منه ما بال المتهجدين في الليل من أحسن الناس وجها؟
فقال (عليه السلام): لأنهم خلوا بالله (2)، فكساهم الله من نوره. (3) 108. وعن زرارة قال: دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال (عليه السلام): يا زرارة، الناس في زماننا على ست طبقات؛ أسد، وذئب، وثعلب، وكلب، وخنزير، وشاة.
فأما الأسد فملوك الدنيا، يحب كل واحد منهم أن يغلب فلا يغلب. وأما الذئب فتجاركم، يذمون إذا اشتروا، ويمدحون إذا باعوا. وأما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم، ولا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم. وأما الكلب يهر على الناس بلسانه ويكرمه الناس من شر لسانه. وأما الخنزير فهؤلاء المخنثون وأشباههم، لا يدعون إلى فاحشة إلا أجابوا. وأما الشاة المؤمنون الذين تجز شعورهم، ويؤكل لحومهم، ويكسر عظمهم، فكيف تصنع الشاة بين أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير؟ (4) 109. وقال (عليه السلام): ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم (5)، وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ، لا أكافي بها صاحبها. (6)