بلاغة الإمام علي بن الحسين (ع) - جعفر عباس الحائري - الصفحة ٢٣٦
اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم. (1) 327. وقال (عليه السلام): نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، وإن الله - تبارك وتعالى - أخذ ميثاق من يحبنا، وهم في أصلاب آبائهم، فلا يقدرون على ترك ولايتنا؛ لأن الله عز وجل جعل جبلتهم على ذلك. (2) 328. وقال (عليه السلام): إن الله تعالى وكل بالأسعار ملكا يدبرها، فلن يغلو من قلة، ولن يرخص من كثرة. (3) 329. وقال (عليه السلام) - لما ذكرت التقية عنده -: والله، لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
فقال: وإنما صار سلمان من العلماء؛ لأنه امرؤ منا أهل البيت، فلذلك نسبته (4) إلى العلماء (5). (6) 330. وسأله ابنه الإمام محمد الباقر (عليه السلام) عن حمل يزيد له فقال (عليه السلام): حملني على

١. اختيار معرفة الرجال، ج ١، ص ٣٣٦؛ عنه بحار الأنوار، ج ٢٥، ص ٢٨٨.
٢. ينابيع المودة، ج ١، ص ٧٦، و ج ٣، ص ٣٥٩.
٣. الكافي، ج ٥، ص ١٦٢، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
٤. في الاقبال: " أكف " وفي العوالم " فأكف " أميل وأشرف على السقوط.
٥. هذا الحديث من مشكلات الأخبار، وقد أوضح " السيد شبر " فقراته في مصابيح الأنوار، ج ١، ص ٤٣٨ (ط نجف)، وشرحه المجلسي في مرآة العقول، ج ١، ص ٣٠٠، فقال: وقوله (عليه السلام): " لقتله " يحتمل وجوها، ذكرها السيد في الغرر والدرر، وأقربها: إن الضمير المرفوع عائد إلى العلم الذي في قلب سلمان، والضمير المنصوب عائد إلى أبي ذر، والمعنى: إن أبا ذر لا يحتمل كل ذلك العلم، فلو علمه لقتله - ثم يقول -: ويؤيده الحديثان الآتيان، ألا ترى أن بعضهم جن وذهب عقله بسبب حديث واحد، وبعضهم شاب رأسه ولحيته لأجل ذلك، ولو لم ينس الحديث لمات، وقتله علمه. وفي حديث النبي (صلى الله عليه وآله) له: لو عرض علمك على مقداد لكفر.
٦. بصائر الدرجات، عنه عن أبيه؛ الكافي، ج ١، ص ٤٠١؛ مختصر بصائر الدرجات، ص 124؛ بحار الأنوار، ج 2، ص 190.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست