148. وقال الزهري: إن بعض أصحابه (عليه السلام) شكا إليه دينا، وقد عجز عن وفائه، فأخذ (عليه السلام) يبكي، فسأله الرجل عن بكائه؟
فقال (عليه السلام): وهل البكاء إلا للمحن الكبار؟! وأي محنة أكبر من أن يرى الإنسان أخاه المؤمن في حاجة لا يتمكن على قضائها، وفي فاقة لا يطيق دفعها؟!
ولما قضى (عليه السلام) حاجته بإذن الله تعالى، فقال (عليه السلام): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه! إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله - جل ثناؤه -، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بإزاء ما وجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم. (1) 149. وقال (عليه السلام) لخادمه: إذا أعطيت سائلا، فمره أن يدعو بالخير، فإن دعاءه لا يرد. (2) 150. وقال (عليه السلام): من قضى لأخيه حاجة، فبحاجة الله بدئ، وقضى الله له بها مئة حاجة، في إحداهن الجنة. (3) 151. وكان يقول (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع (4) العيون علانيتي، وتقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي، فإذا عدت فعد علي. (5)