بلاغة الإمام علي بن الحسين (ع) - جعفر عباس الحائري - الصفحة ٢٢١
وأسماء آبائهم وأمهاتهم. ثم قال (عليه السلام): يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي (عليه السلام). (1) 270. وكان يقول (عليه السلام):
إني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال المسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا (2) 271. وأيضا كان يقول (عليه السلام):
نحن بنو المصطفى ذوو غصص * يجرعها في الأنام كاظمنا عظيمة في الأنام محنتنا * أولنا مبتلى وآخرنا يفرح هذا الورى بعيدهم * ونحن أعيادنا مآتمنا والناس في الأمن والسرور وما * يأمن طول الزمان خائفنا وما خصصنا به من الشرف ال‍ * - طائل بين الأنام آفتنا يحكم فينا والحكم فيه لنا * جاحدنا حقنا وغاصبنا (3) 272. وعن عبد الصمد بن علي قال: دخل رجل على علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال (عليه السلام): من أنت؟ قال: أنا منجم (4). (5)

١. كفاية الأثر، ص ٢٤٣؛ بحار الأنوار، ج ٤٦، ص ٢٣٢.
٢. تفسير روح المعاني، الآلوسي ج ٦، ص ١٩٠؛ الإتحاف بحب الأشراف، الشبراوي، ص 50؛ نور الأبصار، الشبلنجي، ص 121، وذكر البيت الأول والرابع.
3. مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب، ج 3، ص 295 وفيه: ذو غصص، والصحيح ما أثبتناه؛ بحار الأنوار، ج 46، ص 92.
4. من ينظر في النجوم، يحسب مواقيتها، وسيرها، ويستطلع من ذلك أحوال الكون.
5. وفي دلائل الإمامة، للطبري، ص 210 قال: أنا منجم وأبي عراف، فنظر إليه، ثم قال له: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم. وفي نسخة: أربعة عشر ألف.
قوله: " مر في أربع عشر عالما ": أشار إلى النور المودع فيه وبه، وكان هو والخلفاء من آبائه وأبنائه يتمكنون من الوقوف على ما كان ويكون، والتحديد بهذا العدد لم يكن للحصر، بحيث لا يتجاوز علمه إلى أكثر منه، وإنما المقصود منه التقرب إلى الأذهان ببيان سعة مالهم الوقوف عليه، وقد ورد نظيره في تحديد ما علمه أمير المؤمنين (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو ألف باب من العلم، يفتح له منه ألف باب، إذ ليس المقصود قصر علم سيد الأوصياء على ذلك، وإنما الغرض إشارة إلى أكثر معلوماته، ولذا ورد في بعض الأحاديث: " ينفتح منه ألف ألف باب " فالاختلاف في الأحاديث للتعريف بسعة المعلومات. قاله في الإمام زين العابدين، ص 58 (ط النجف).
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست