في صلبه - يعني ابن عباس - وديعة ذريت لنار جهنم، سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا، وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد (عليهم السلام)، تنهض تلك الفراخ في غير وقت، وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون، ويصابرون حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين. (1) 352. وكان (عليه السلام) واقفا بعرفات ومعه الزهري، فقال (عليه السلام): كم تقدر هاهنا من الناس؟
قال الزهري: أقدر أربعة آلاف كلهم حجاج، قصدوا الله بأموالهم، ويدعونه بضجيج أصواتهم.
فقال (عليه السلام): يا زهري، ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج!
فقال الزهري: أهؤلاء قليل؟! فعندها أمره الإمام أن يدنو منه، فإنما دنا منه (2)، فمسح بيده المباركة على وجهه، وقال له: " انظر ". فعندها قال الزهري: أرى هؤلاء كلهم قردة إلا القليل. ثم استدناه (عليه السلام) ومسح بيده الشريفة على وجهه، فرأى أولئك خنازير. ثم مسح على وجهه، فإذا هم دواب إلا النفر اليسير، فقال له: بأبي أنت وأمي، أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك!
قال (عليه السلام): يازهري، ما الحجيج من هؤلاء إلا اليسير من ذلك الجمع الغفير.
ثم قال: إن من والى موالينا، وهجر معادينا، ووطن نفسه على طاعتنا، ثم حضر الموقف مسلما إلى الحجر الأسود، ما قلده الله من أماناتنا، ووفانا بما ألزمه من عهودنا، فذلك هو الحاج، والباقون من قد رأيتهم.
ثم حدثه بحديث عن أبيه، عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل شيعتهم والموالين لهم. (3)