فأعرض عنه ولم يجبه، فقال له الزبيري: ما يمنعك من جوابي؟
فقال (عليه السلام): ما يمنعك من جواب الرجل! (1) 246. وكان (عليه السلام) يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل، ويقول: يا بني، ليس هذا عليكم بواجب، ولكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها. (2) 247. وقال (عليه السلام): إن طبائع الناس كلها مركبة على الشهوة والرغبة، والحرص والرهبة، والغضب واللذة، إلا أن في الناس من قد ضم هذه الخلال بالتقوى، والحياء والأنف، فإذا دعت نفسك إلى كبيرة من الأمر فارم ببصرك إلى السماء، فإن لم تخف ممن فيها، فانظر إلى من في الأرض لعلك أن تستحي ممن فيها، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف، ولا ممن في الأرض تستحي، فعد نفسك في البهائم. (3) 248. وقال (عليه السلام): إن العبد المؤمن ليطلب الإمارة والتجارة، فإذا أشرف من ذلك على ما يهوى، بعث الله إليه ملكا يصده عن أمر لو دخل فيه لاستخف النار، فنزل الملك ويصده عن ذلك الأمر بلطف الله تعالى، ويصبح العبد يقول: لقد دهاني من دهاني فعل الله به، وفعل ما يدري، أن الله عز وجل هو الناظر له في ذلك، ولو تركه وذلك الشيء لدخل النار. (4) 249. عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا هم بأمر حج أو عمرة، أو بيع أو شراء أو عتق، تطهر ثم قال: اللهم إن كان كذا وكذا خيرا في ديني، وخيرا لي في دنياي وآخرتي، وعاجل أمري وآجله، فيسره لي، رب اعزم على رشدي، وإن كرهت ذلك وأبته نفسي. (5)