طامع في بقائها، أم كيف تنام عين من يخشى البيات؟ وتسكن نفس من توقع جميع أموره الممات (1).
ألا، لا ولكنا نغر نفوسنا * وتشغلنا اللذات عما نحاذر وكيف يلذ العيش من هو موقن * بموقف عدل يوم تبلى السرائر كأنا نرى أن لا نشور وأننا * سدى ما لنا بعد الممات مصادر (2) وما عسى أن ينال صاحب (3) الدنيا من لذتها، ويتمتع به من بهجتها، مع صنوف عجائبها، وقوارع فجائعها، وكثرة عذابه في مظانها وطلبها، وما يكابد من أسقامها وأوصابها، وآلامها (4):
أما قد ترى في كل يوم وليلة * يروح علينا صرفها ويباكر تعاورنا (5) آفاتها وهمومها * وكم قد نرى يبقى لها المتغاور فلا هو مغبوط بدنياه آمن * ولا هو عن تطلابها النفس قاصر كم قد غرت الدنيا من مخلد إليها، وصرعت من مكب عليها، فلم تشفه من عثرته، ولم تنفذه من صرعته، ولم تشفه من ألمه، ولم تبرأ من سقمه، ولم تخلصه من وصمه. (6)