(ومن كلام له (عليه السلام)) (في التوحيد (1)) وذلك لما دخل علي بن الحسين (عليه السلام) مسجد المدينة، فرأى قوما يختصمون، قال (عليه السلام) لهم: فيما تختصمون؟ قالوا: في التوحيد. قال (عليه السلام): اعرضوا علي مقالتكم.
قال بعض القوم: إن الله يعرف بخلق سماواته وأرضه، وهو في كل مكان. (2) قال علي بن الحسين (عليه السلام): قولوا: نور لا ظلام فيه، وحياة لا موت فيه، وصمد لا مدخل فيه، ثم قال (عليه السلام): من كان ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير، وكان نعته لا يشبه نعت شئ فهو ذاك. (3) وفي رواية أخرى، لما كان (عليه السلام) في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم إذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه، ففزع لذلك وارتاع له، ونهض حتى أتى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوقف عنده، ورفع صوته يناجي ربه، فقال في مناجاته:
إلهي بدت قدرتك، ولم تبد هيبة (4)، فجهلوك وقدروك بالتقدير على غير ما