الأحلام، وهم يرون فيه ضربا من علم الغيب، مع معرفته بتواريخ العرب، وأنسابها بالإضافة إلى أنه معلم الصبيان، ويطيعه ويجله من أخذ عنه من فتيانهم، ولكلامه تأثير فيهم، فإذا آمن فلسوف يكون لذلك أثره، ولسوف تلين قلوب كثيرة. لا سيما وان معلمي الصبيان راغبون في الرئاسة، فاستصوب النبي (ص)، وأبو طالب ذلك، وشرع سلمان في دلالة الرجل، وإدخاله في الاسلام (1).
فلعل سلمان - كان تدل عليه هذه الرواية، ويظهر من غيرها - كان في بدء أمره في مكة وأسلم هناك، ثم انتقل إلى المدينة.
وعن تقدم إسلام سلمان، نجد عددا من الروايات تشير إلى ذلك (2) ومن ذلك: أن إعرابيا سأل النبي (ص) عنه قال: أليس كان مجوسيا، ثم أسلم؟! فقال (صلى الله عليه وآله): يا أعرابي، أخاطبك عن ربي، وتقاولني؟! إن سلمان ما كان مجوسيا، ولكنه كان مضمرا للايمان، مظهرا للشرك (3).