بانقلاب في الأصول والفقه بصورة عامة في أوائل تأريخ الفقه الاجتهادي، والشيخ الأنصاري قام بانقلاب في الأصول والفقه، وخاصة الفقه المعاملي، بعد حوالي ثمانية قرون.
إن الفقه وإن كان قد قطع شوطا كبيرا في القرن الثالث عشر بيد شيخ الفقهاء صاحب الجواهر قدس سره حيث إن كتابه احتوى من التحقيقات القيمة ما لا يستغني عنه فقيه حتى في اليوم الحاضر، إلا أن ما أتى به الشيخ الأنصاري قدس سره في خصوص الفقه المعاملي لم يأت به فقيه من قبله، ولسنا نريد أن نقول: إن كل ما أتى به جديد، فإن ذلك غير صحيح، كيف؟ وقد استفاد ممن تقدمه من الفقهاء، وهذه سنة العلم يأخذ المتأخر من المتقدم ويبني عليه، إلا أننا نقول: إن مجموع ما دونه في خصوص الفقه المعاملي من حيث المجموع وبهذه الكيفية والسعة والعمق، لم يأت به من سبقه، وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة ليس بإمكاننا الدخول فيها - فعلا - ولكن سنقوم فيما يلي بمقارنة سريعة وخاطفة بين كتابي المكاسب والجواهر الذين لا يفصل بينهما فاصل زمني يعتد به، ونشير إلى بعض الفوارق بينهما.
وهذه الفوارق وإن كانت فوارق كيفية إلا أنها ربما تحكي عن فوارق جوهرية أيضا.
ومهما يكن فالفوارق التي يمكن ذكرها فعلا هي:
أولا - في كيفية الدخول في الموضوع:
إن الشيخ الأنصاري قدس سره حينما يريد الدخول في بحث ما، يقسم - غالبا - الموضوع الذي يريد أن يبحث فيه إلى أقسامه، ثم يدخل