قد أبهج لي رأي، ثم ندب الناس إلى ذلك فأجابوه سراعا، فأول من أجابه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن (1) بن الأسود بن عبد يغوث وبشر بن أرطاة (2) والمسور بن مخرمة وجماعة من أولاد الصحابة (3).
قال: ثم اجتمع الناس إلى عثمان بن عفان بعد ذلك فعرضهم عثمان بالمدينة وعدهم فكانوا أربعة آلاف وثمانمائة من أخلاط القبائل فتجهزوا ما أمكنهم من الجهاز، قال: وأعانهم عثمان بألف يعير بآلتها، وفتح بيوت السلاح فأعطاهم وقواهم، وأمر على الناس مروان بن الحكم فجعله على الجند، وجعل أخاه الحارث بن الحكم على الرجالة، ثم قام عثمان رضي الله عنه في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها المسلمون! إنكم قد أصبحتم بدار لا يصلح فيها التضجيع والتواني وقد رأيتم عمر بن الخطاب رحمه الله وما فتح الله عليه من أرض الأعاجم وقد افتتحتم أرض مصر وكانت أكبر شوكة وأكثر عددا من إفريقية، وأنا أرجو أن يظفركم الله عز وجل بها ويعينكم ويقويكم على فتحها، فعليكم عباد الله بتقوى الله الذي يبقى ويفنى سواه، وقد كتبت إلى عاملي بمصر عبد الله بن سعد وعهدت إليه أن يحسن صحبتكم وأن يرفق بكم وأن يفضي عن سيئكم، وأرجو أن يكون عند عهدي وأمري إن شاء الله ولا قوة إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ألا! فسيروا رحمكم الله، والله عز وجل خليفتي عليكم.
قال: فسار المسلمون من المدينة حتى قدموا أرض مصر على عبد الله بن سعد، قال: واجتمعت العساكر بمصر، فسار بهم عبد الله بن سعد في ثلاثة وعشرين ألفا يريدون إفريقية.
قال: وكان بإفريقية ملك عظيم يقال له جرجين (4) من قبل ملك الروم وفي يده