مع علي الذي يظهر محاسني للناس على شكل نقائص ويحرض الناس علي وعلى أعمالي. ثم استدعى سعيد بن العاص (1) وأعاده إلى الكوفة وقال له: إذا وصلت إليها، تقرب من الناس وعدهم مواعيد حسنة وقل للأشتر بأن يتخلى عن تلك الاعمال ولا يثيرن الفتنة وغالب ظني أن الناس حين يرونك سيتخلون عن الأشتر ويأتون إليك فذهب سعيد كما أمره عثمان إلى الكوفة وحين اقترب من (العذيب) تصدى له عبد الله بن كنانة بن الخطاب (2) ومعه ثلاثمائة فارس وقالوا له: يا عدو الله، أين تذهب، عد من حيث أتيت، فو الله لن ندعك تشرب من ماء الفرات قطرة واحدة، فكيف تطمع بغير ذلك [ثم حمل كل منهما على الآخر] فأيقن سعيد أنه لا قبل له بهم فعاد.
ذكر رسالة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه إلى مالك الأشتر.
حين أرسل عثمان سعيد بن العاص نحو الكوفة، كتب رسالة لأهلها وأرسلها بواسطة عبد الرحمن بن أبي بكر ومضمونها كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله عثمان بن عفان أمير المؤمنين إلى مالك بن حارث وأصحابه الذين معه. أما بعد، فاعلموا بأن الاعتراض على الخليفة والطعن عليه ذنب عظيم، والإقدام على المعصية عاقبتها وخيمة، وليس له جزاء إلا العذاب والنكال، وقد علمت بما فعلتموه مع عاملي ونائبي لديكم، فاعلموا بأن الظلم نتيجته ستكون عليكم، وبذلك قد فتحتم على أنفسكم باب سخط الله وغضبه، كما فتحتم للعامة باب الفتنة ونقضتم بذلك العهد، فأنتم أول من بدأ بالعصيان وسننتم سنة الفرقة، ذلك أن كل من يرغب من هذه الأمة بالعصيان فسيوافقكم ويقتدي بكم وسيكون وبال ذلك الامر في أعناقكم. فاتقوا الله يا عباد الله، وعودوا إلى الحق، وتوبوا عن