ثم أمر باستخلاص خمس الغنائم وأرسلها إلى عبد الله بن عامر وشرح له كيفية فتح سجستان وكابل واستقر مع عسكره في تلك الولاية.
ذكر فتح مرو الروذ وبلخ على يد الأحنف بن قيس.
ثم استدعى عبد الله بن عامر رجلا من العرب المشهورين يسمى الأقرع بن حابس التميمي وأمره (1) على ألف رجل وقال له: اذهب إلى مدينة جوزجانان (2) وحاربهم حتى يقبلوا الصلح على النحو الذي أخذت منه الجزية في المواضع الأخرى. فذهب الأقرع إلى الجهة التي عينها له عبد الله. وحين اقترب من البلد، خرج إليه أهلها يقرعون الطبول ويلعبون بالسلاح ولما التقى الجيشان وقعت بينهما معركة عظيمة وقتل فيها جمع كثير من المسلمين وعاد الباقون إلى عبد الله بن عامر (3) فاستدعى عبد الله بن عامر الأحنف بن قيس وقال له: يا أبا بحر، لقد اقترب موسم الحج وإني عازم على أداء هذه الفريضة وإني أعرف أحوال رجال العرب الذين هم معي ولكنني اخترتك للنيابة عني في إمارة خراسان فيجب عليك أن ترعى شؤون الامارة وأحوال الناس بأحسن وجه ممكن كما هو معهود فيك من الكفاءة وحسن السيرة. ثم جمع عبد الله الأموال وانطلق نحو الحج. وإذ علم أهل مرو والطالقان بعودة عبد الله بن عامر، اجتمعوا وأعدوا ثلاثين ألف مقاتل. فاتصل الخبر بالأحنف فجمع قواته واستعد للحرب وتوجه نحو الذين نقضوا العهد ونزل في مكان يبعد فرسخين اثنين عن مرو الروذ حيث يعرف بقصر الأحنف وأما جيش مرو الروذ والطالقان فقد اتجهوا إلى الميدان للحرب، ولما التقى الجيشان، حمل عليهم الأحنف بن قيس مع جماعته وهم يكبرون وقد تمكن الأحنف من إصابة ثلاثة من القواد، أصحاب الاعلام برمحه، ولما رأى الكفرة ذلك، انهزموا لا يلوون على