بالمدينة غير (1) محاباة ببيعتهم ولكن لعلمه بكتاب الله عز وجل وسنن الحق، وأن طلحة والزبير كانا بايعاه طائعين غير مكرهين، ثم نقضا عليه بيعته على غير حدث كان منه إليهما، ثم إنهما ألبا عليه الناس ونصبا له الحرب، فأخرجا أم المؤمنين، فأظهره الله عز وجل على من خالفه ونكث بيعته. والكلام كثير، فهذا عيان ما غاب عنكم، وإن سألتم الزيادة زدناكم، ولا قوة إلا بالله. ثم نزل عن المنبر، وأنشأ رجل من عبد القيس (2) شعرا.
قال: ثم سار جرير بن عبد الله بمن معه من الخيل والرجل، حتى قدم الكوفة على علي وبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعة علي رضي الله عنه، ثم أنشأ يقول شعرا (3).
كتاب علي رضي الله عنه إلى أشعث بن قيس.
قال: ثم كتب علي رضي الله عنه إلى الأشعث بن قيس وهو يومئذ بأذربيجان عاملا لعثمان بن عفان (4): بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى الأشعث بن قيس، أما بعد! فلولا هنات كن منك (5) لكنت المقدم في هذا الامر قبل غيرك (6)، ولعل أمرك يحمل بعضه بعضا، وقد مضى عثمان لسبيله كما بلغك وبايعني المهاجرون والأنصار والتابعون وإنما توقفي عليك، فإذا أتاك كتابي هذا