كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٩
بسم الله الرحمن الرحيم ذكر فتح البربر وما كان من أخبارهم قال: وكان البربر فيما مضى منازلهم بأرض فلسطين، وكان ملكهم جالوت بن جلهم (1) الذي قتله داود النبي عليه السلام، فلما قتل انجلت البربر من أرض فلسطين إلى أرض المغرب فنزلوها وتفرقوا فيها. قال: والبربر قبائل شتى، منهم:
زناتة ومغيلة وصرفند ولواتة وهوارة ونفوسة ولبيبة سبع قبائل، قال: فصارت هذه القبائل إلى حد بأرض المغرب، وقد كانت هذه المدائن فيها مضى للروم منها لوبية (2) ومراقية (3) ولبدة (4) وسبرة (5). قال: ومنهم من صار إلى برقة (6)، ومنهم من

(1) عند ابن خلدون 7 / 3 عن ابن قتيبة: جالوت بن جالود وقيل: جالوت بن هريال بن ج الود. وقال ابن خلدون: والحق أن جالوت من بني فلسطين بن كسلوحيم بن مصرايم بن حام. أحد شعوب حام بن نوح وهم اخوة القبط والبربر والحبشة والنوبة. وكان بين بني فلسطين هؤلاء وبين بني إسرائيل حروب كثيرة.
وفي نسبهم خلاف كبير بين النسابة. انظر في ذلك ما ذكره ابن خلدون في تاريخ 6 / 93.
وفي نزولهم أرض المغرب. قال ابن الكلبي اختلف الناس فيمن أخرج البربر من الشام. فقيل داود بالوحي. وقيل يوشع بن نون وقيل افريقش وقيل بعض الملوك التبابعة.
قال ابن خلدون: وأما القول بأنهم من ولد جالوت أو العماليق وأنهم نقلوا من ديار الشام وانتقلوا فقول ساقط يكاد من أحاديث خرافة إذ مثل هذه الأمة المشتملة على أمم وعوالم ملأت جانب الأرض لا تكون منتقلة من جانب آخر وقطر محصور. والبربر معروفون في بلادهم وأقاليمهم متحيزون بشعارهم من الأمم منذ الأحقاب المتطاولة قبل الاسلام.
(2) لوبية: مدينة بين الإسكندرية وبرقة. (معجم البلدان).
(3) مراقية: بين الإسكندرية ولوبية. (معجم البلدان).
(4) لبدة: مدينة بين برقة وإفريقية. (معجم البلدان).
(5) سبرة: مدينة بإفريقيا، كانت سوق اطرابلس. (معجم البلدان).
(6) برقة: صقع كبير بين الإسكندرية وإفريقيا يشتمل على مدن وقرى، واسم مدينتها انطابلس.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 267 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست