المسلمين إلى داخل المدينة وأخذ بالتكبير بصوت عال. وأخذوا بالقتل والإغارة واستمروا على ذلك طوال اليوم، فتقدم كنادبك أمير طوس من عبد الله وقال: أيها الأمير ما دمت قد ظفرت وغلبت فالعفو أجدر بك من الانتقام فقبل عبد الله شفاعته ونادى بالأمان لأهل البلد. ونهى العساكر عن أعمال القتل والإغارة. وعين كنادبك أميرا على نيسابور وسلم إليه البلد.
ذكر فتح مدينة مرو وهرات و بوشنك وسرخس ونسا وباور وفارياب والطالقان وغيرها في زمن أمير المؤمنين عثمان.
وحين بلغ الخبر إلى مدينة مرو بأن طوس ونيسابور قد استسلمت لابن عامر وقد وقعت تلك الولاية بيد المسلمين وعلموا كيفية حربهم وإغارتهم فخافوا وأرسلوا إلى عبد الله طالبين منه الصلح على أساس أن يدفعوا له مليون ومئتي ألف درهم نقدا (1):
وفي كل سنة ثلاثمائة ألف درهم كجزية يؤدونها عن أنفسهم فأجابه عبد الله إلى ذلك وأرسل عبد الله بن عوف الحنظلي أميرا إلى مرو وتقرر الصلح مع أهلها وبعده جاء ملك هرات إلى عبد الله وطلب منه الصلح على أن يفوض إليه أمر هرات وفوشنج وفي كل عام يؤدي (ألف درهم) (2) كذا...
فرضي ابن عامر بذلك وكتب له عهدا (3). ثم جاء بعده ملك سرخس ماهويه وطلب الأمان بشرط أن تبقى سرخس وقراها في يده ويتعهد بدفع مئة ألف درهم وألف حمل من القمح ومثلها من الشعير وعلى هذا الأساس تم الاتفاق وعاد إلى سرخس (4). ثم جاء ملك نسا وأبيورد (5) وطلب منه الصلح مقابل أن يؤدي سنويا