في الناس فأثنى على الله تعالى ثم سلم على رسوله وقال:
أيها الناس: اتقوا الله وأطيعوا أولي الامر وإياكم ومفارقة الجماعة واحفظوا بيعتكم واعلموا بأن الأمور منوطة بتقدير الله تعالى، وأنه لا راد لقضاء الله، ولا مانع لحكمه وأنكم كلما بذلتم لنا الطاعة فإنكم تزدادون منا قربا، وكلنا أمل بالله أن يعمنا بفضله ولطفه وأوكلنا أمورنا إليه واتكلنا على عونه وحفظه ثم رفع يديه ودعا:
اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عن أمري، ولا إلى أحد من خلقك فيخذلني، بل أنت يا رب فتول أمر دنياي التي أعيش فيها وآخرتي التي أنا صائر إليها، وإنك على كل شيء قدير وذلك على الله يسير.
ذكر وصول بعض المصريين إلى المدينة وشكايتهم ضد عاملهم.
ولما توجه أبو موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان إلى الكوفة كان أول ما فعلوه أن التقوا بالأشتر (1). وكان موسم الحج قد اقترب فنادى عثمان عبد الله بن العباس وأمره بأن يذهب إلى الحج ليقيم للناس مناسكهم ويرعى مصالحهم فذهب ابن عباس وأقام مناسك الحج ثم عاد إلى المدينة (2).
وفي ذلك الوقت وصلت من مصر جماعة من الوجهاء يشتكون عاملهم (3) ودخلوا إلى المسجد النبوي فرأوا عدة من المهاجرين والأنصار فسلموا عليهم فردوا عليهم السلام وسألوهم عن الامر الذي دعاهم للحضور فقالوا: لقد جئنا استنكارا