ألا قل لعبد الله واخصص محمدا * وفارسنا المأمون سعد بن مالك (1) إلى آخرها.
فأجابه عبد الله بن عمر (2): أما بعد! فإن الرأي الذي أطمعك في هو الذي صيرك إلى ما صرت إليه، يا معاوية! إذ حدثتك نفسك أني أترك عليا والمهاجرين والأنصار وأتبعك، فأما زعمك أني طعنت على علي وخالفته، فلعلي ما أنا كعلي في الايمان والهجرة ونكايته في المشركين ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه حدث أمر لم يكن عندي فيه عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففزعت فيه إلى الوقوف وقلت: إن كان هذا هدى ففضل تركته، وإن كان ضلالا فشر نجوت منه، فاروعنا نفسك (3) - والسلام -.
قال: ثم أقبل ابن عمر على رجل من قريش يقال له ابن أبي عزة (4) فقال:
أجب عني معاوية على شعره، فأنشأ يقول أبياتا من الشعر مطلعها:
معاوي لا ترج الذي لست نائلا * وحاول بصيرا عند سعد بن مالك (5) إلى آخرها.
ذكر كتاب معاوية إلى سعد بن أبي وقاص.
قال: وكتب معاوية إلى سعد بن أبي وقاص (6): أما بعد! فإن إخواننا من شيعة عثمان بن عفان أهل الشورى من قريش الذين عرفوا حقه واختاروه على غيره، وقد نصره طلحة والزبير وهما شريكاك في الامر، ونظيراك في الاسلام، وخفت لذلك أم المؤمنين، فلا تكرهن ما رضوا به، ولا تروين (7) ما قبلوا، فإنما نريدها شورى بين المسلمين - والسلام -. وأثبت في آخر كتابه أبياتا مطلعها: