أعمالكم المنكرة لعلكم تنجوا. وإذا كان لكم أي هدف أو مطلب تهدفون إليه من مشاغبتكم فاكتبوا إلي، وإذا لم ترضوا عن أمير، أرسلته إليكم فإني أعزله وأبعث شخصا آخر مكانه.
ولما وصل عبد الرحمن بن أبي بكر إلى الكوفة وأبلغهم رسالة عثمان، تداعى أهل الكوفة واطلعوا على مضمون الرسالة وقالوا للأشتر: أجب عن الرسالة فكتب الأشتر الجواب على الشكل التالي:
جواب الأشتر عن رسالة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه رسالة من مالك بن الحارث وجماعة المسلمين إلى الخليفة المتنكب عن سنة نبيه محمد، أما بعد.
فاعلم بأن رسالتك قد وصلت وما ذكرته فيها بأن الاعتراض على الخليفة ومفارقة الجماعة والطعن في الأئمة أمر عظيم وخسارة ظاهرة، فإن هذا الكلام صحيح شرط أن يكون الخليفة عادلا، وأن يسير الأمور على سبيل الحق، أما إذا سار الخليفة على غير طريق السداد والصلاح فإن الاعتراض عليه وسيلة وقربة عظيمة إلى الله، وما ذكرته عن الوالي بأننا ظلمناه ولم نحترمه فإننا لم نظلم عاملك بل دفعناه عن ظلم نفسه وظلم عباد الله تعالى، ويجب عليك أن تنهي نفسك وعمالك عن الظلم والعدوان لكي نطيع أوامرك ونعينك في سبيل الحق، وما كتبته حول الظلم العامل فهو ظن خاطئ سيؤدي إلى ضررك، فإنك تسمي العدل جورا وطلب الانصاف ظلما، وإننا بحمد الله على الطريق المستقيم سالكين طريق الرجال الأبرار وليس عندنا في ذلك شك. ولن نبدل موقفنا وكل من يقلدنا فهو على الصراط المستقيم وسيكون مهتديا إلى طريق السعادة ومعززا في الدنيا والآخرة، وسيكون مع الرجال الذين يعينون الظالمين، ولا يداهنون في إقامة السنن والفرائض، وأما ما أمرتنا به من التوبة والرجوع إلى الحق، فإننا إن أطعناك سنكون من الضالين وبعيدين عن التقوى. وأما ما ذكرته بأن نكتب إليك بمطالبنا وأنك ستعين الأمير الذي نرضى نحن به فإن أول مطلب لنا هو أن تستغفر الله وأن تتوب إليه من ذنبك بسبب التعديات والمظالم التي وقعت علينا وعلى عيالنا وأولادنا وعن تسليطك العمال الظالمين والفاسقين على رقاب المسلمين. فإن أصلحت نفسك وصححت موقفك حسب أوامر الله سبحانه وتعالى