خبر نصر بن الحجاج السلمي وما كان من أمره وكيف صار إلى تستر ومحاورته مع أبي موسى الأشعري.
قال: فبينما أبو موسى كذلك إذ مر بفتى من بني سليم يقال له نصر بن الحجاج (1)، وكان من الفرسان الابطال، وكان به مسحة من جمال، وهو الذي أخرجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة.
وكان السبب في ذلك أن امرأة من أهل المدينة يقال لها الذلفاء هويت نصر بن الحجاج هذا فأرسلت إليه ودعته إلى نفسها، فزجرها ولم يواتئها إلى ما تريد. قال:
فبينا عمر ذات يوم مار (2) في سكك المدينة إد سمع نشيد شعر من دار، فوقف يستمع فإذا الذلفاء، قال: فلما سمع عمر رضي الله عنه هذه الأبيات (3) منها أمر بالذلفاء، فأخرجت من منزلها، ثم أمر بها فحبست، قال: فعلمت الذلفاء أن عمر سمعها وهي تنشد تلك الأبيات، فكأنها اتقت على نفسها أن يعاقبها على ذلك فكتبت إليه من محبسها أبياتا (4). قال: فلما نظر عمر رضي الله عنه في هذه الأبيات أمر