للامارة؟ قال: فتكلم المغيرة بن شعبة فقال: يا أمير المؤمنين! إن الضعيف المسلم إسلامه لنفسه وضعفه عليك وعلى المسلمين، والقوي الفاجر (1) فجوره على نفسه وقوته لك وللمسلمين، فاعمل في ذلك برأيك، فقال عمر: صدقت يا مغيرة!
اذهب فقد وليتك الكوفة (2)، فانظر أن تكون ممن يأمنه الأبرار ويخافه الفجار، قال:
فقال المغيرة: أفعل ذلك يا أمير المؤمنين.
قال: ثم مضى المغيرة أميرا على الكوفة وقد عمار بن ياسر إلى المدينة معزولا، فأرسل إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعاه ثم قال: سألتك بالله أبا اليقظان! هل ساءك عزلنا إياك عن الكوفة؟ فقال عمار: والله ما فرحت حين وليتني (3) ولا حزنت حين عزلتني.
قال: وأقام المغيرة بن شعبة على الكوفة ثلاث (4) سنين كاملا، وعمر بن الخطاب في خلال ذلك قد فتح الديار ومصر الأمصار وجند الجنود ودون الدواوين (5)، ثم إنه حج بالناس في آخر خلافته فبينا هو بمنى إذ أقبل إليه رجل من أهل مصر فقال: يا أمير المؤمنين! إني استبقت محمد بن عمرو بن العاص فسبقته على فرس لي، فعدا علي فضربني بسوطه في ملا من الناس فقال: خذها وأنا ابن الأكرمين! ثم إني صرت إلى أبيه عمرو بن العاص متعديا فحسبني أربعة أشهر، ثم أطلقني بعد ذلك فخرجت في حجاج المسلمين إليك لتأخذ منه بظلامتي. قال: