الله عنه بما قد فتح الله عز وجل على يديه من الري وغيرها.
وكتب إليه عمر يأمره أن يخلف على الري رجلا من المسلمين يأخذ منهم الجزية ويسرع المسير إلى قم (1) وقاشان (2).
قال: فلما ورد كتاب عمر رضي الله عنه على عروة بن زيد وقرأه دعا برجل من عبد القيس يقال له زكاة بن مصعب فولاه على جزية الري، وضم إليه ثلاثمائة فارس من فرسان أهل الكوفة ثم سار بالمسلمين يريد إلى قم وقاشان.
قال: وبلغ ذلك صاحب قم واسمه وسنان، فخرج عن قم هاربا حتى صار إلى قاشان فأقام بها ساعة من النهار ثم رحل منها حتى صار إلى أصفهان، وبها يومئذ يزدجرد ملك الفرس، فدخل عليه وسنان فقال: أيها الملك! إنه قد أخذت العرب همذان والري وقد توجهوا إلى قم وقاشان وكأنك بهم وقد وافوك، فاعمل على رأيك، قال: فاغتم يزدجرد لذلك غما شديدا، وسار المسلمون إلى قم فنزلوها واحتووها وعلى قاشان (3).
وبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إلى جرير بن عبد الله وهو يومئذ بحلوان فأمره بالتقدم إلى همذان، فسار جرير بمن معه إلى همذان وأرض الماهين واحتووا عليها، قال: فكان جرير مقيما بهمذان والماهين، وعروة بن زيد مقيما بقم وقاشان (2)، وخليفته بالري.
قال: وبلغ ذلك يزدجرد ملك الفرس، فدعا برجل من المرازبة يقال له الفاذوسفان فولاه أصفهان، ثم خرج منها هاربا حتى صار إلى أرض فارس فنزل مدينة إصطخر (3)، وبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب إلى عروة بن زيد الخيل يأمره أن لا يبرح من قم وقاشان إلى أن يأتيه أمره، ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو مقيم بالبصرة وقد فتح من أرض الأهواز ما فتح، فكتب إليه يأمره