له سليم يا أبا الهياج إن هذا رجل شديد في سلطانه سهل إذا سوهل صعب إذا عوسر فلا يمنعك منه غلظة كتابه إليك فما أحسن حالك عنده وعند جميع مضر فقدم نيزك مع سليم على قتيبة فصالحه أهل باذغيس في سنة 87 على أن لا يدخل باذغيس (وفى هذه السنة) غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم ومعه يزيد بن جبير فلقى الروم في عدد كثير بسوسنة من ناحية المصيصة قال الواقدي فيها لاقي مسلمة ميمونا الجرجاني ومع مسلمة نحو من ألف مقاتل من أهل أنطاكية عند طوانة فقتل منهم بشرا كثيرا وفتح الله على يديه حصونا وقيل إن الذي غزا الروم في هذه السنة هشام بن عبد الملك ففتح الله على يديه حصن بولق وحصن الأخرم وحصن بولس وقمقم وقتل من المستعربة نحوا من ألف مقاتل وسبى ذراريهم ونساءهم (وفى هذه السنة) غزا قتيبة بيكند ذكر الخبر عن غزوته هذه ذكر علي بن محمد أن أبا الذيال أخبره عن المهلب بن إياس عن أبيه عن حصين بن مجاهد الرازي وهارون بن عيسى عن يونس بن أبي إسحاق وغيرهم أن قتيبة لما صالح نيزك أقام إلى وقت الغزو ثم غزا في تلك السنة سنة 87 بيكند فسار من مرو وأتى مرو روذ ثم أتى آمل ثم مضى إلى زم فقطع النهر وسار إلى بيكند وهى أدنى مدائن بخارى إلى النهر يقال لها مدينة التجار على رأس المفازة من بخارى فلما نزل بعقوتهم استنصروا الصغد واستمدوا من حولهم فأتوهم في جمع كثير وأخذوا بالطريق فلم ينفذ لقتيبة رسول ولم يصل إليه رسول ولم يجر له خبر شهرين وأبطأ خبره على الحجاج فأشفق الحجاج على الجند فأمر الناس بالدعاء لهم في المساجد وكتب بذلك إلى الأمصار وهم يقتتلون في كل يوم قال وكان لقتيبة عين يقال له تنذر من العجم فأعطاه أهل بخارى الاعلى ما لا على أن يفثأ عنهم قتيبة فأتاه فقال أخلني فنهض الناس واحتبس قتيبة ضرار بن حصين الضبي فقال تنذر هذا عامل يقدم عليك وقد عزل الحجاج فلو انصرفت بالناس إلى مرو فدعا قتيبة سياه مولاه فقال اضرب عنق تنذر فقتله ثم قال لضرار لم يبق أحد يعلم هذا الخبر غيري
(٢١٨)