مجرد رؤية أو شعار، بل أثبت على مستوى التطبيق والانجاز أنها تتحسس الضرورة وتؤمن إيمانا عميقا بالأهداف التي شيدت لأجلها، فكان أنه جاءت نتاجاتها رفيعة المستوى، متينة العرض، فريدة الأسلوب، حسنة الذوق، يهفو إليها الجميع. وهذا ما يعكس الهوية الحقيقية لها.
ويشغل الجانب الفقهي حيزا واسعا ومهما من برنامج عملها، يلمس ذلك بوضوح مما صدر عنها من نتاج، وما هو في طور الصدور أو قيد التحقيق.. وهذا ما يؤكد حجم اهتمامها بلزوم رفع المستوى الفقهي عموما وعلى صعيد الحوزات العلمية خصوصا، وكذا إحساسها بعلو مرتبة الفقه وشرفه ومنزلته.
ولعل السبب الأساس في نجاحها يعود وبفضل الله تبارك وتعالى إلى سلامة المنهجية التحقيقية التي سلكتها في إنجاز أعمالها وهو ما نقصد به أسلوب العمل الجماعي.
وإن كانت المؤسسة قد استطاعت أن ترفد المكتبة الاسلامية بما تفتقره من آثار نفيسة - بعد ما علا عليها غبار الدهر وبنى - وبحلة قشيبة، محققة، مصححة، تختزل عناء البحث ولوازمه، فإنها ولله الحمد تكون قد ترجمت أهدافها إلى واقع ملموس، مع أن الطموح يرقى يوما بعد آخر.
وأقل ما يقال. إن المؤسسة قد أحكمت القدم على طريق إحياء، تراث آل البيت عليهم السلام.
نحن والكتاب:
صنف فقهاؤنا العظام الكثير في الفقه الاستدلالي، ولكل واحد من هذه الكتب سماته ومميزاته، من متانة الاستدلال والجامعية وكثرة التفريعات ونقل الأقوال والايجاز وغيرها.