لا تقبل التأويل.
وأما المعارضة التي ذكرها فمدفوعة بأن طرقها لا تقاوم تلك الطرق ومضمونها الانكار لفعل أبي الخطاب وعلى من أذاع حكم التأخير عن سقوط القرص كما سلف في حديث جارود لكونه خلاف مقتضى التقية، ووقع في أكثر الاخبار وأجودها تعليق الانكار على التأخير أي اشتباك - النجوم، وقد مر من جملتها صحيح ذريح، وإلى ذهاب الشفق كما في خبر عمار الساباطي السابق، والاطلاق الواقع في مرسل ابن أبي حمزة لابد من تقييده إما بكونه على وجه الإذاعة وترك التقية، أو إلى اشتباك - النجوم، أو ذهاب الشفق، ولا ريب في انتفاء التعارض بين هذه المعاني وبين تلك الأخبار، أما بالنسبة إلى الأول والأخير فواضح.
وأما الثاني فلان اشتباك النجوم أمر زائد على رؤية الكوكب بل وعلى ظهور النجوم، ففي نهاية ابن الأثير: " اشتبكت النجوم أي ظهرت جميعها واختلط بعضها ببعض لكثرة ما ظهر منها ". ولو شك في هذا أمكن حمل الخبر المتضمن للظهور على التجوز بإرادة العدد القليل الذي يصدق معه مسمى الجمع وهو قريب في المعنى من رؤية الكوكب، ويبقى خبر أبي أسامة الشحام، وظاهره يعارض خبر إسماعيل بن همام، ولك في دفع التنافي بينهما وجوه:
أحدها: أن يكون المراد من قوله: " تستبين النجوم " معنى تشتبك بقرينة نسبة الفعل إلى أبي الخطاب، وقد سبق في صحيح ذريح حكاية التأخير إلى اشتباك النجوم عن أصحاب أبي الخطاب، وربما كان ذلك مرادا في اللفظ أيضا وصحف لما بين اللفظين (1) في الخط من التقارب.
الثاني: أن يكون المقصود بالاستبانة زيادة الظهور بمعونة زيادة مباني الفعل، وهو معنى زائد على أصل حصوله المستفاد من خبر ابن همام.