وعلمنا بالاجمال انه الموضوع له للفظ الإرادة هل هو عين ما تصورناه اجمالا وعلمنا انه الموضوع له للفظ الطلب أو مغاير له، بل النزاع بينهما في ثبوت صفة نفسانية فالأشاعرة يثبتون صفة نفسانية في قبال العلم والإرادة والكراهة تسمى هذه الصفة في باب الأوامر طلبا فيكون حقيقة الطلب (الذي هو صفة نفسانية) عندهم مغايرة لحقيقة الإرادة التي هي أيضا صفة نفسانية، واما العدلية والمعتزلة فينكرون ثبوت تلك الصفة النفسانية فيكون الطلب عندهم متحدا مع الإرادة، لا بمعنى ان لنا طلبا وإرادة يكونان من صفات النفس وقد اتحدا، بل بمعنى انه لا طلب لنا يكون من صفات النفس في قبال الإرادة هذا، ثم إن العالم المحقق الشيخ محمد تقي الأصفهاني صاحب الحاشية لما صادف عنوان اتحاد الطلب والإرادة ولم يتتبع حتى يظهر له ما هو مطرح النزاع بن الفريقين، وكان المتبادر إلى ذهنه من لفظ للطلب الطلب الانشائي ومن لفظ الإرادة الصفة النفسانية الخاصة، حكم بتغاير الطلب والإرادة وتخيل انه وافق في هذه المسألة الأشاعرة وخالف المعتزلة والامامية (1) مع وضوح انهم لم ينازعوا في أن الطلب الانشائي هل هو مغاير للإرادة النفسانية أو متحد معها فيختار الأشعري التغاير والمعتزلي الاتحاد، إذ التغاير بينهما أظهر من الشمس وأبين من الأمس. بل نازعوا (كما عرفت) في ثبوت صفة نفسانية في قبال العلم والإرادة والكراهة، وكان نزاعهم نزاعا مذهبيا إذ كان مقصودهم اثبات ان القرآن الذي هو كلام الله حادث أو قديم، فما فهمه هذا المحقق من عنوان اتحاد الطلب والإرادة و تخيل انه مطرح انظار الأشاعرة والعدلية بعيد عن الصواب ويكون ناشئا من عدم تتبع تاريخ المسألة وما هو محط نظر المتنازعين فيها (ثم إن) لشيخنا الاستاد المحقق الخراساني
(٧٩)