(وما قد يتوهم) من كون مدخول السلب في السوالب عبارة عن الوجود الرابط فاسد جدا، فان المدخول له هو نفس المحمول، والعدم هو الرابط، بداهة انه لا يعتبر في القضية السالبة أزيد من تصور الموضوع والمحمول والنسبة السلبية أعني بها سلب المحمول عن الموضوع، ولا يجب ان يتصور وجود المحمول للموضوع أولا ثم يجعل مدخولا للسلب حتى يصير اجزائها أربعة: الموضوع، والمحمول، والوجود الرابط، والسلب، ويعلم ذلك بملاحظة مراد فها في الفارسية فيقال: (زيد نيست قائم) ولا يقال:
(زيد نيست هست قائم).
(والحاصل) ان وزان العدم وزان الوجود، فكما أن الوجود قد يكون محموليا كما في الهليات البسيطة، وقد يكون ربطيا كما في الهليات المركبة، فكذلك العدم قد يكون محموليا وقد يكون ربطيا، والأول في السالبة البسيطة، والثاني في السالبة المركبة (إذا عرفت هذا فنقول): استصحاب العدم الأزلي (بناء على صحته) انما يجرى في كلا قسمي العدم، مثال ذلك أن الشارع حكم بان المرأة تحيض إلى خمسين ثم استثنى من ذلك القرشية فحكم بتحيضها إلى ستين، فالعام هو عنوان المرأة والمخصص هو عنوان