(فان قلت): كما أن رتبة العصيان متأخرة عن رتبة الامر فكذلك رتبة الإطاعة و (ح) فلو كان اختلاف الرتبة كافيا في رفع المزاحمة لكان اللازم جواز الامر بالأهم بنحو الاطلاق والامر بالمهم مشروطا بإطاعة الأهم أيضا بحيث يكون المهم مبعوثا إليه في رتبة إطاعة الأهم مع كون زمان الفعلين واحدا كما هو المفروض في الترتب. (قلت): رتبة العصيان رتبة عدم تأثير الامر بالأهم ورتبة خيبته وعدم وصوله إلى هدفه، وفى هذه الرتبة يكون ظرف الفعل خاليا بحيث يمكن اشغاله بالمهم بلا مزاحم فلا محالة ينقدح في نفس المولى إرادة البعث نحوه في هذه الرتبة، وهذا بخلاف رتبة الإطاعة فإنها رتبة تأثير الامر بالأهم ورتبة اشغال الأهم للزمان فلا يقدر المكلف في هذه الرتبة على اتيان المهم فكيف يمكن ان ينقدح في نفس المولى إرادة البعث والتحريك نحو المهم في هذه الرتبة فتدبر جيدا.
(٢٠٥)