ومثل ما روي عن علي (عليه السلام): أنه تأول قوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه " على الشيخ الكبير (1).
وما روي عن ابن عباس أنه قال: إلا الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفا على الولد (2).
والحاصل: أن المراد من قوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه " من كان في الصوم عليه حرج ومشقة، كما تدل عليه الأحاديث الكثيرة، إما بإفادة اللفظ له وضعا، أو بتقدير كلمة " لا " في الجملة. وعلى التقديرين فالمراد منه هو الشيخ والشيخة وأمثالهما ممن يكون في الصوم عليه حرج ومشقة. وهذا الحكم قد بقي في الشريعة، ولم ينسخ كما يظهر لمن راجع الكتب الفقهية.
المورد الخامس:
قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * (3).
قال في الإتقان: قيل: إنه منسوخ بقوله تعالى * (فاتقوا الله ما استطعتم) * الآية (4).
وقال العتائقي في جملة ما قال: فقالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ما حق تقاته؟
فقال: أن يطاع ولا يعصى وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر. قالوا: ومن يطيق ذلك؟ (و) نسخها قوله تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم " (5).
وعدها في تفسير النعماني مما رواه عن علي (عليه السلام) من المنسوخات.
ونجد في قبال هؤلاء من يقول بعدم النسخ، كالشيخ الزرقاني، حيث قال في مناهل العرفان ما حاصله: إنها غير منسوخة، فإن معنى تقوى الله حق تقاته هو الإتيان بما يستطيعه المكلفون، دون ما خرج عن استطاعتهم، وعلى هذا