6 - عثمان بن عفان:
قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان كانا يكتبان الوحي (1).
وقد عده كثير من المؤرخين من الكتاب من غير تصريح بأنه كتب الوحي، فراجع الإصابة والاستيعاب والسيرة الحلبية وتاريخ الطبري وغيرها. وفي عبارة اليعقوبي المتقدمة تصريح باسمه، لكنها لا دلالة فيها على أنه كان يكتب الوحي.
وعلى أي حال، فلم ينص على كتابته للوحي سوى العقد الفريد، كما أن معاوية لم ينص على كتابته للوحي غير السيرة الحلبية، إلا أن الفرق أن أحدا لم يصرح بالنفي فيه كما هو الحال في معاوية.
وعلى كل، فلا أظن أن ذلك يكفي في إثبات كتابته للوحي. وعليه، فالذين نطمئن بأنهم كانوا يكتبون الوحي هم الأربعة الأوائل: الإمام علي، أبي، زيد، عبد الله بن سعد، أما معاوية وعثمان - فضلا عن غيرهما - فحالهما في كتابة الوحي هي ما رأيت.
وأخيرا، فلا شك أنه كان للنبي كتاب كثيرون، نقلت أسماء بعضهم عن الاستيعاب وتاريخ اليعقوبي وغيرهما. وحيث إنني لم أجد بعد تتبعي في الكتب التي ظفرت بها من صرح بأن منهم من كتب الوحي أو عمم كتابته بحيث تشمل الوحي وغيره فإنني لم أتعرض لذكرهم في بحثي هذا، حيث إنه مقصور - كما أشرت إلى ذلك فيما سبق - على ذكر كتاب الوحي له (صلى الله عليه وآله) لا مطلق كتابه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ومنه نستمد الحول والقوة وهو المستعان.