الحروف الأخرى (1).
2 - أنها حروف جئ بها لأجل جلب انتباه المشركين باعتبارهم صمموا على عدم الإصغاء للقرآن، وما إن يسمعوا هذه الحروف العجيبة حتى لا يجدوا بدا من الإصغاء لها (2).
3 - أنها حروف قد شرع الله سبحانه مفتتحا كلامه بها، ويقول أبو مسلم: المراد بذلك أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته ولم تقدروا على الإتيان بمثله هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في كلامكم وخطابكم، فحيث لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من فعل الله (3).
وينقل السيوطي في كتاب الإتقان عن القاضي أبي بكر ابن العربي في كتاب " فوائد الرحلة " أن في تفسير معاني هذه الحروف قد وجدت أكثر من عشرين قولا، ومع ذلك فأنا لا أعرف أحدا يحكم عليها بعلم ولا يصل منها إلى فهم (4).
وتوجد أقوال أخرى للمتأخرين، وربما سنشير إليها في المستقبل إن شاء الله تعالى.
اختيارنا في البحث:
إذا لم يكن لدينا دلالات لتبيين القصد من هذه الحروف ولم يكن إجماع عليها لتعيين مفهومها وكذلك لم يدرك شيئا من هذه الحروف لا العرف ولا اللغة فيوجب ذلك القول بأن هذه الحروف من متشابهات القرآن المجيد التي لم يفهم أحد تأويلها سوى الله سبحانه والراسخين في العلم.
وتوجد شواهد ومؤيدات لما قلناه:
1 - التعريف الذي عرفوا به المتشابه.
2 - ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) في تفسيره " التبيان " أن هذه الحروف هي من