إعجاز القرآن بداية:
من البديهي أن الرسول المبعوث من قبل الله تعالى لابد له في دعوته من أجل قبول الناس لها من آية خارقة للعادة لتكون حجة على رسالته.
وهذا الأمر ليس قابلا للاستثناء منه، بل هو صادق على كل رسول، حتى من كان منهم معروفا بالصدق والأمانة قبل بعثته، كنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله).
والحاجة إلى الآية إنما هي لدفع احتمال الكذب عن دعواه للرسالة حينئذ ولو لم يعرف عنه الكذب قبل ذلك، لأن الرسولية منصب شريف ورئاسة عظيمة، ربما يطمع فيها من كان معروفا بالصدق والأمانة، ويخرجه ذلك عن الصراط المستقيم، فيجازف ويدعي، وليكن بعد ذلك ما يكون.
وهذا هو السر في انحصار طريق معرفة صدق دعواه بظهور المعجز على يده، كما يظهر من أقوال المحققين، كقولهم: وطريق معرفة صدقه ظهور المعجز على يده (1). وقولهم: طريق التصديق بالنبوة والإيمان بها ينحصر بالمعجز الذي يقيمه النبي شاهدا لدعواه (2).