المنار ونفى الإشكال فيه، ثم قال: ورووا في حل الإشكال أن القرآن نزل في ليلة القدر من رمضان إلى سماء الدنيا - إلى أن قال: - قال الأستاذ الإمام: ولم يصح من هذه الأقوال والروايات شئ وإنما هي حواش أضافوها لتعظيم رمضان، ولا حاجة لنا بها (1).
ولكن ما اختاره في المنار ونفي الإشكال عنه ليس هو المعنى الظاهر للآية، فضلا عن أن يكون هو الظاهر بلا ريب ولا إشكال فيه.
مناقشة الأقوال:
والظاهر المستفاد من الآية هو أن لفظ " القرآن " في قوله تعالى " شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن " هو تمام القرآن، وهو الذي ينبغي أن يتصف فيما بعد بقوله:
" هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " لا البعض، فإن خمس آيات من أول سورة العلق على قول، أو كلها على القول بأنها أول سورة نزلت على النبي لا يصح أن يقال إنها هدى للناس وبينات، فإن الآيات الخمس أو السورة كلها معلومة المضمون والمدلول، ولا يناسبها ذينك الوصفين المتقدمين، مضافا إلى أن نزول القرآن بمعنى بعضه لا يختص برمضان، بل القرآن بهذا المعنى نزل في جميع شهور السنة، فلا يكون ثمة فضل لرمضان إلا من جهة الابتداء بالنزول فيه. ولو أننا سلمنا الكبرى وهي أن الابتداء بالنزول فضل فلا نسلم الصغرى وهي أن ابتداء النزول كان في رمضان، بل هو محل اختلاف، وفيه أقوال كثيرة:
منها أن أوائل سورة العلق أول آيات نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو بغار حراء في يوم البعثة، وهو يوم سبعة وعشرين من رجب، كما هو الأصح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى.