مصحف علي (عليه السلام) لم يحرق:
ثم إنه لا يخفى أن عثمان وإن أمر بإحراق المصاحف إلا أن مصحف علي (عليه السلام) لم يحرق لأن عليا (عليه السلام) - كما في رواياتنا - قد دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السلام)، وهو دفعه إلى أخيه الحسين (عليه السلام)، ثم صار من واحد لواحد من ولد الحسين، حتى وصل إلى الإمام المهدي المنتظر والتاسع من ولد الحسين (عليهم السلام)، وهو الذي يخرج المصحف الذي كتبه جده علي (عليه السلام) (1).
ويؤيد ذلك ما ورد عن ابن سيرين - القريب العهد من عصر الجمع والإحراق - أنه قال: تطلبت ذلك الكتاب، وكتبت فيه إلى المدينة، فلم أقدر عليه (2).
فابن سيرين إذا يحتمل وجود مصحف علي (عليه السلام) بالمدينة، وإلا لما تطلبه ولما أرسل فيه إلى المدينة.
ويؤيد ذلك أيضا ما سبق عن ابن النديم أنه قال: وقد رأيت عند أبي يعلى حمزة الحسيني مصحفا بخط علي يتوارثه بنو حسن (3).
الخلاصة:
فتلخص مما سبق: أنه كان لبعض الصحابة مصاحف يقرأون فيها، وهم:
1 - علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كان له مصحف ألفه، وأضاف إليه التأويل والتنزيل، ولم يحرق في عصر عثمان، وورثه الأئمة من أبنائه الطاهرين، حتى انتهى إلى الإمام القائم من آل محمد (عليهم السلام)، وهو يخرجه إلى الناس.
2 - ابن مسعود، له مصحف على ترتيب المصحف الحاضر تقريبا، لأنه قدم السور الطوال ثم التي تليها في ذلك، ولم يعط مصحفه لعثمان، إلى أن رجع إلى