رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، نزل علي في يوم كذا وكذا وكذا وكذا، حتى يعدها إلى اليوم الذي وافى فيه، فأخبرناهم بذلك (1).
ويلوح ذلك أيضا من كلام اليعقوبي المتقدم، حيث عده (عليه السلام) من جملة كتابه (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا يكتبون الوحي والكتب والعهود.
وما ورد في إعجاز القرآن للرافعي حيث قال: واتفقوا على أن من كتب القرآن وأكمله وكان قرآنه أصلا للقرآنات المتأخرة: علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود (2).
ومن هنا نعرف مدى قصور ما قاله بعض المؤلفين وأهل التراجم في الوفاء في بيان الحقيقة حيث ذكروا أن عليا (عليه السلام) كان يكتب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أحيانا كما في المجلد الثاني من الكامل لابن الأثير، أو كان يكتب عهوده إذا عهد وصلحه إذا صالح كما في الاستيعاب في ترجمة أبي، وكما في أسد الغابة أيضا، وكذلك إهمال بعض آخر له حيث لم يعدوه في جملة الكتاب له (صلى الله عليه وآله) أصلا كما ارتكبه في الإصابة مع أنه ذكر أن معاوية كان يكتب، وكما فعله الزركلي في أعيانه، وكذلك الحال في تذكرة الحفاظ.
2 - أبي بن كعب الأنصاري:
قال العلامة السيد مهدي بحر العلوم في رجاله: أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء وكاتب الوحي، عقبي، بدري، فقيه، قار، أول من كتب للنبي (صلى الله عليه وآله) من الأنصار، وهو من فضلاء الصحابة ومن أعيانهم (3).
وقال العلامة الحلي (رحمه الله) في الخلاصة: أبي بن كعب شهد العقبة من السبعين وكان يكتب الوحي، آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينه وبين سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل،