صحت - لعلها من جهة رؤيته (صلى الله عليه وآله) عظمة الله وجلاله، وقد قدمنا رواية الشيخ الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) والتي فيها أن تلك الغشية إنما هي إذا تجلى الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله)، أي ظهر أمره وجلاله وعظمته لا أنه ظهر بنفسه، فإن رؤيته محال على ما حقق في محله، وليس هذا إلا على حد قوله تعالى: * (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) * (1). أي تجلى بنوره، كما عن ابن عباس على ما في مجمع البيان. وقال في تفسير الجلالين: أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر، كما في حديث صححه الحاكم.
على أي صورة كان يأتي جبرئيل؟
بقي الكلام في أنه هل كان جبرئيل يأتي النبي (صلى الله عليه وآله) على صورته الأصلية أم أنه كان تارة يأتيه على صورة الآدمي واخرى على صورته الأصلية؟ وأيضا إذا كان يأتيه على صورة الآدمي فهل كان يأتيه على هيئة شخص معين أم أنه أتاه على صور أشخاص متعددين؟ وإذا فرضنا أنه كان يأتيه على هيئة رجل خاص فمن هو ذلك الرجل الذي كان يأتيه جبرئيل على هيئته؟ فلابد لنا من الإشارة باختصار إلى حقيقة الأمر في هذه الناحية، فنقول:
إن المستفاد من الروايات والأقوال أنه (عليه السلام) جاء على صورة دحية بن خليفة الكلبي، إلا مرتين جاء فيهما على صورته الأصلية، على ما في تفسير الصافي للفيض (رحمه الله) قال فيه: وروي: ما رآه - أي جبرئيل - أحد من الأنبياء في صورته غير محمد، مرة في السماء، ومرة في الأرض (2).
وقد تعرض الشيخ الطبرسي في مجمع البيان لهما عند تعرضه لتفسير الآية المباركة: * (أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى) * (3). قال (رحمه الله): أي رأى