ومنها قوله تعالى: * (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين) * (1).
وقبل بيان ما نحن بصدده لا بأس بالإشارة إلى نقطتين:
الروح الأمين ليس هو الله:
الأولى: أن من الواضح أن المراد بالروح الأمين في الآيات الأول ليس هو الله عز وجل، وذلك بقرينة الآية الثانية التي تقول: " نزله روح القدس من ربك " حيث إنها تدل على أن روح القدس والروح الأمين هو الواسطة بين الرب وبين عبده الرسول (صلى الله عليه وآله) فلا يعقل أن يكون هو نفس الله عز وجل.
روح القدس هو جبرئيل:
الثانية: أن الروح الأمين أو روح القدس في الآيات الأول يراد به جبرئيل (عليه السلام) وذلك بقرينة الآية الأخيرة التي تقول: " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك ". فإنها صريحة في أن منزل القرآن من الله تعالى على قلب محمد (صلى الله عليه وآله) هو جبرئيل، فلو كان المراد بالروح الأمين أو روح القدس غير جبرئيل لوقعت المنافاة بين الآيات.
جبرئيل نزل بجميع القرآن:
إذا تمهد هذا قلنا: إنه يظهر من هذه الآيات المذكورة أن جبرئيل قد نزل جميع القرآن على قلب محمد (صلى الله عليه وآله) لا بعضه، وذلك لأن الضمائر الواردة في قوله تعالى:
" وإنه لتنزيل رب العالمين " و " نزل به الروح الأمين " و " نزله روح القدس " لا يرتاب أحد في ظهورها في القرآن الشريف الكائن بين الدفتين والكتاب الذي هو معجزة محمد (صلى الله عليه وآله) الخالدة.