هم يجيبون ذا: هلم سراعا * كالأبابيل، لا تغادر بيتا فهذا شاهد لابن كثير، وكلها أسماء سمى بها الفعل بمنزلة صه، ومه، وأيه، والحركات في أواخرها لالتقاء الساكنين. وأما الفتح: فلأن قبل التاء ياء، فهو كما قيل: أين؟ وكيف؟ والكسر لأن الأصل في التقاء الساكنين حركة الكسر. وأما الضم فلأنها في معنى الغايات، كأنها قالت دعائي لك. فلما حذفت الإضافة، وتضمنت هيت معناها بنيت على الضم، كما بنيت حيث، ومنذ. وأما هئت بالهمزة وضم التاء: ففعل، تقول: هئت أهئ هيئة أي: تهيأت. وقالوا أيضا هئت أهاء، كخفت أخاف. وأما (هيئت لك): ففعل صريح، كقولك: أصلحت لك. واللام تتعلق بنفس هيت، وهيت، وهيت، وهئت، كما يتعلق بنفس (هلم) في قولك:
هلم لك.
اللغة: المراودة: المطالبة بأمر بالرفق واللين ليعمل به، ومنه المرود لأنه يعمل به. ولا يقال في المطالبة بدين راوده، وأصله من راد يرود: إذا طلب المرعى. وفي المثل: الرائد لا يكذب أهله وهو في الآية كناية عما تريده النساء من الرجال والتغليق: إطباق الباب بما يعسر فتحه، وإنما شدد ذلك لتكثير الإغلاق، أو للمبالغة في الإيثاق.
الاعراب: (معاذ الله): نصب على المصدر، على تقدير: أعوذ بالله معاذا، تقول: عذت بالله عوذا، ومعاذا، وعياذا، ومعاذة.
المعنى: ثم أخبر سبحانه عن امرأة العزيز، وما همت به، فقال: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) أي: وطالبت يوسف المرأة التي كان يوسف في بيتها عن نفسه، وهي زليخا. والمعنى: طلبت منه أن يواقعها (وغلقت الأبواب) على نفسها وعليه، بابا بعد باب. قالوا: وكانت سبعة أبواب. وقيل: أراد باب الدار، وباب البيت (وقالت هيت لك) أي: هلم لك، عن ابن عباس، والحسن. ومعناه: أقبل وبادر إلى ما هو مهيأ لك (قال) يوسف (معاذ الله) أي: أعتصم بالله، وأستجير به، مما دعوتني إليه، وتقديره: عياذا بالله أن أجيب إلى هذا. فكان عليه السلام أظهر الإباء، وسأل الله سبحانه أن يعيذه، ويعصمه من فعل ما دعته إليه (انه ربي أحسن مثواي) الهاء: عائدة إلى زوجها، عند أكثر المفسرين. ومعناه: إن العزيز زوجك