الهاء، وتشديد الدال. وقرأ حماد، ويحيى، عن أبي بكر، عن عاصم (يهدي) بكسر الياء، والهاء، والتشديد.
الحجة: قوله (يهدي ويهدي ويهدي ويهدي) أصل جميعها: يهتدي يفتعل، وإن اختلفت ألفاظها، أدغموا التاء في الدال لمقاربتها لها، فإنهما من حيز واحد.
ثم اختلفوا في تحريك الهاء: فمن قرأ (يهدي) ألقى حركة الحرف المدغم، وهو التاء على الهاء، ومن قرأ (يهدي) بكسر الهاء فإنه حرك الهاء بالكسر لالتقاء الساكنين. ومن سكن الهاء جمع بين الساكنين، ومن أشم الهاء ولم يسكن فالاشمام في حكم التحريك. ومن كسر الياء مع الهاء اتبع الياء بما بعدها من الكسرة، وهو ردي لثقل الكسر في الياء.
الاعراب: قوله (فمالكم كيف تحكمون): ما مبتدأ، ولكم خبره، وكيف:
منصوب بقوله (تحكمون). (لا يغني من الحق شيئا) يجوز أن يكون قوله (شيئا) مفعول يغني، ويجوز أن يكون في موضع مصدر أي: لا يغني من الحق غناء، وكذا قيل: في قوله (لا تجزي نفس عن نفس شيئا) قالوا: هو مفعول تجزي. وقالوا:
هو مصدر أي جزاء، وكذلك قوله (ولا تشركوا به شيئا) قالوا: هو مفعول تشركوا، وقالوا: هو مصدر أي لا تشركوا به إشراكا، وكذلك قوله (يعبدونني ولا يشركون بي شيئا).
المعنى: ثم احتج سبحانه عليهم في التوحيد باحتجاج آخر، فقال: (قل) يا محمد لهؤلاء المشركين (هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده) أي: هل من هذه الأصنام التي جعلتموها شركاء لله في العبادة. وقيل: الذين جعلتموهم شركاء في أموالكم كما قال وهذا لشركائنا من يبدء الخلق بالإنشاء بعد أن لم يكن، وهو النشأة الأولى، ثم يعيده في النشأة الثانية (قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده) معناه: فإن قالوا ليس من شركائنا من يقدر عليه، أو سكتوا، فقل أنت لهم: الله هو الذي يبدأ الخلق بأن ينشئه على غير مثال، ثم يفنيه ثم يعيده يوم القيامة (فأنى تؤفكون) أي: كيف تصرفون عن الحق، وتقلبون عن الإيمان.
ثم استأنف الحجاج، فقال سبحانه: (قل) يا محمد (هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) أي: هل من هذه الأصنام من يهدي الناس إلى الرشد، وما فيه