لم يذكروها عنه، وحكم النسائي على راويها بأنه أخطأ فيها، وروى ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. موقوف. فلعل الأزدي اختلط عليه الموصوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذا، وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر أنه كان يصلي بالنهار أربعا أربعا). وهذا في " المصنف " (2 / 274) بسند صحيح.
قلت: فإن لم تثبت هذه الزيادة، فمفهوم الحديث الصحيح: " صلاة الليل مثنى مثنى... "، يدل على أن صلاة النهار ليست كذلك، فتصلى أربعا متصلة، كما قال الحنفية، قال الحافظ (2 / 283):
" وتعقب بأنه مفهوم لقب وليس بحجة على الراجح ".
قلت: ويؤيده صلاة النبي (ص) يوم فتح مكة صلاة الضحى ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين، وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود (1 / 203) بإسناد صحيح على شرطهما، وهو في " الصحيحين " دون التسليم. وقال الحافظ في " الفتح " (3 / 41):
" أخرجه ابن خزيمة وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثمان ركعات أو أقل ".
قلت: فهذا الحديث يستأنس به على أن الأفضل التسليم بعد كل ركعتين في الصلاة النهارية. والله أعلم.
ثم وجدت للحديث طرقا أخرى وبعض الشواهد، أحدها صحيح، خرجتها في " الروض النضير " (522)، فصح الحديث والحمد لله، ولذلك أوردته في " صحيح أبي داود " (1172).