عباس قال بت ليلة عند خالتي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فنام عليه السلام حتى إذا انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الخواتيم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام فصلى الحديث ففي هذا ما يدل على جواز ذكر اسم الله وقراءة القرآن مع الحدث ولكن وقع في الصحيح أنه عليه السلام تيمم لرد السلام أخرجاه عن أبي الجهيم قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد عليه السلام انتهى ولم يصل مسلم بسنده به ولكنه روى من حديث الضحاك بن عثمان عن نافع عن بن عمر أن رجلا مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه لم يذكر فيه التيمم ورواه البزار في مسنده من حديث أبي بكر رجل من آل عمر بن الخطاب عن نافع عن بن عمر في هذه القصة وقال فرد عليه السلام وقال إنما رددت عليك خشية أن تقول سلمت عليه فلم يرد علي فإذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي فإني لا أرد عليك انتهى وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة البزار ثم قال وأبو بكر هذا فيما أعلم هو بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عنه مالك وغيره لا بأس به ولكن حديث الضحاك بن عثمان أصح فإن الضحاك أوثق من أبي بكر هذا ولعل ذلك كان في موطنين انتهى كلامه وتعقبه ابن القطان في كتابه فقال من أين له أنه هو ولم يصرح في الحديث باسمه واسم أبيه وجده انتهى قلت قد جاء ذلك مصرحا في مسند السراج فقا حدثنا محمد بن إدريس ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة حدثني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن نافع عن بن عمر فذكره وروى بن ماجة في سننه من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن
(٥٦)