البيهقي في الخلافيات بسنده عن إبراهيم أن بن مسعود كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه أول مرة ثم لم يرفع بعد ذلك قال الحاكم وهذا هو الصحيح وإبراهيم لم ير بن مسعود والحديث منقطع ومحمد بن جابر تكلم فيه أئمة الحديث وأحسن ما قيل فيه إنه يسرق الحديث من كل من يذاكره حتى كثرت المناكير والموضوعات في حديثه قال الشيخ أما قوله: إنه كان يسرق الحديث من كل من يذاكره فالعلم بهذه الكلية متعذر وأما إن ذلك أحسن ما قيل فيه فأحسن منه قول ابن عدي كان إسحاق بن أبي إسرائيل يفضل محمد بن جابر على جماعة شيوخ هم أفضل منه وأوثق وقد روى عنه من الكبار أيوب وابن عون وهشام بن حسان والثوري. وشعبة وابن عيينة وغيرهم ولولا أنه في ذلك المحل لم يرو عنه هؤلاء الذين هو دونهم وقد خولف في أحاديث ومع ما تكلم فيه فهو ممن يكتب حديثه وممن تكلم فيه البخاري قال فيه ليس بالقوي وقال بن معين: ضعيف انتهى..
ومن الناس القائلين بالرفع من سلك في حديث بن مسعود هذا مسلك البحث والمناظرة فقال يجوز أن يكون بن مسعود نسي الرفع في غير التكبيرة الأولى كما نسي في التطبيق وغيره واستبعد أصحابنا هذا من مثل بن مسعود واحتجوا بحديث أخرجه الدارقطني في سننه والطحاوي في شرح الآثار عن حصين بن عبد الرحمن قال دخلنا على إبراهيم النخعي فحدثه عمرو بن مرة قال صلينا في مسجد الحضرميين فحدثني علقمة بن وائل عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حين يفتتح وإذا ركع وإذا سجد فقال إبراهيم ما أرى أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذلك اليوم الواحد فحفظ عنه ذلك وعبد الله بن مسعود لم يحفظه إنما رفع اليدين عند افتتاح الصلاة انتهى. ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ولفظه أحفظ وائل ونسي بن مسعود ورواه الطحاوي في شرح الآثار وزاد فيه فإن كان رآه مرة يرفع فقد رآه خمسين مرة لا يرفع انتهى. ذكر هذا الكلام كله بن الجوزي في التحقيق قال صاحب التنقيح قال الفقيه أبو بكر بن إسحاق هذه علة لا يساوي سماعها لأن رفع اليدين قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن الخلفاء الراشدين ثم عن الصحابة والتابعين وليس في نسيان بن مسعود لذلك ما يستغرب قد نسي بن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون فيه بعد وهي المعوذتان.