والأنصار ليأخذوا عنه رواه النسائي وابن ماجة قال النووي في الخلاصة إسناده على شرط البخاري ومسلم وأما ما روى من إنكار أنس فلا يقاوم ما يثبت عنه خلافه في الصحيح ويحتمل أن يكون أنس نسي في تلك الحال لكبره وقد وقع مثل ذلك كثيرا كما سئل يوما عن مسألة فقال عليكم بالحسن فاسألوه فإنه حفظ ونسينا وكم ممن حدث ونسي ويحتمل انه سأله عن ذكرها في الصلاة أصلا لا عن الجهر بها وإخفائها والله أعلم.
ملخص ما قاله الحازمي في الناسخ والمنسوخ اختلف أهل العلم في البسملة هل يجهر بها في الصلاة أو لا فذهب جماعة إلى الجهر بها روى ذلك عن علي وعمر وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير وعطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير واليه ذهب الشافعي وأصحابه.
وخالفهم في ذلك أكثر أهل العلم وقالوا يسر بها ولا يجهر وروى ذلك عن أبي بكر وعمر في إحدى الروايتين وعثمان وابن مسعود وعمار بن ياسر والحكم وحماد وبه قال احمد وإسحاق وأصحاب الحديث.
وقالت طائفة: لا يقرأها سرا ولا جهرا وبه قال مالك والأوزاعي استدل القائلون بالإخفاء بالأحاديث الثابتة وأكثرها نصوص لا تقبل التأويل وهي وان عارضها أحاديث أخرى فأحاديث الاسرار أولى بالتقديم لامرين أحدهما ثبوتها وصحة سندها ولا خفاء ان أحاديث الجهر لا توازيها في الصحة والثبوت والثاني انها وان صحت فهي منسوخة بما أخبرنا وساق من طريق أبي داود ثنا عباد بن موسى ثنا عباد بن العوام عن شريك عن سالم عن سعيد بن جبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم بمكة قال: وكان أهل مكة يدعون مسيلمة الرحمن فقالوا: ان محمدا يدعوا إلى اله اليمامة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخفاها فما جهر بها حتى مات انتهى. وهذا مرسل يتقوى بفعل الخلفاء الراشدين لأنهم كانوا اعرف بأواخر قبل الأمور واما من ذهب إلى الجهر فقال لا سبيل إلى إنكار ورود الأحاديث في الجانبين وكتب السنن والمسانيد ناطقة بذلك ثم يشهد بصحة الجهر آثار الصحابة ومن بعدهم من التابعين وهلم جرا إلى عصر الأمة وحديث