أصحاب السنن الأربعة من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة هكذا في الموطأ عن خالتها كبشة ابنة كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة ان أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب فأصغى لها الاناء حتى شربت قالت كبشة فرآني انظر إليه فقال أتعجبين يا ابنة أخي فقلت نعم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجس انها هي من الطوافين عليكم أو الطوافات انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح وهو أحسن شئ في الباب وقد جوده مالك ولم يأت به أحد أتم منه انتهى ورواه مالك في الموطأ كما تراه سواء ورواه بن حبان في صحيحه في النوع السادس والستين من القسم الثالث ورواه الحاكم في المستدرك وقال وقد صحح مالك هذا الحديث واحتج به في موطئه وقد شهد البخاري ومسلم لمالك انه الحكم في حديث المدنيين فوجب الرجوع إلى هذا الحديث في طهارة الهرة انتهى قال الشيخ تقي الدين في الامام ورواه بن خزيمة وابن مندة في صحيحيهما ولكن بن مندة قال وحميدة وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية الا في هذا الحديث ومحلهما محل الجهالة ولا يثبت هذا الخبر من وجه من الوجوه قال الشيخ وإذا لم يعرف لهما رواية الا في هذا الحديث فلعل طريق من صححه ان يكون اعتمد على إخراج مالك لروايتهما مع شهرته بالتثبت انتهى قال المنذري في مختصره قوله ليست بنجس بفتح الجيم وهو كل ما يستقذر، قال تعالى إنما المشركون نجس وروى أو الطوافات بأو وروى بالواو كلاهما عن مالك انتهى قوله وسيب الشك تعارض الأدلة في إباحته وحرمته واختلاف الصحابة في طهارته ونجاسته قلت كلام المصنف في سؤر البغل والحمار والذي يظهر عود الضمير إلى السؤر فتكون الأحاديث في ذلك غريبة وإن كان الضمير راجعا
(٢٠٨)