انتهى وفي سنده أيضا محمد ابنه وهو مستور كما صرح به الحافظ في التقريب وتهذيب التهذيب وأما حديث عمر فقال الحافظ في باب الضب كل بعد ذكره سنده حسن (باب في أكل الضب كل) قال الحافظ هو دويبة تشبه الجرذون لكنه أكبر منه ويكنى أبا حسل ويقال للأنثى ضبة ويقال إن لأصل ذكر الضب كل فرعين ولهذا يقال له ذكران وذكر ابن خالويه أن الضب كل يعيش سبعمائة سنة وأنه لا يشرب الماء ويبول في كل أربعين يوما قطرة ولا يسقط له سن ويقال بل أسنانه قطعة واحدة وحكى غيره أن أكل لحمه يذهب العطش ومن الأمثال لا أفعل كذا حتى يرد الضب كل بقوله من أراد أن لا يفعل الشئ لأن الضب كل لا يرد بل يكتفي بالنسيم وبرد الهواء ولا يخرج من جحره في الشتاء انتهى ويقال له بالفارسية سوسمار وبالهندية كوه قوله: (لا آكله ولا أحرمه) فيه جواز أكل الضب كل قال النووي أجمع المسلمون على أن أكل الضب كل حلال ليس بمكروه إلا ما حكي عن أصحاب أبي حنيفة من كراهته وإلا ما حكاه القاضي عياض عن قوم أنهم قالوا هو حرام وما أظنه يصح عند أحد وإن صح عن أحد فمحجوج بالنصوص وإجماع من قبله انتهى فإن قلت لما لم يكن الضب كل حراما فما سبب عدم أكله صلى الله عليه وسلم قلت: روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل فقالوا هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت أحرام هو يا رسول الله قال لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر قال الحافظ قوله فأجدني أعافه أي أكره أكله ووقع في رواية سعيد بن جبير فتركهن النبي صلى الله عليه وسلم كالمتقذر لهن ولو كن حراما لما أكلن على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم ولما أمر بأكلهن كذا أطلق الأمر وكأنه تلقاه من الاذن المستفاد من التقرير فإنه لم يقع في شئ من طرق حديث ابن عباس بصيغة الأمر إلا في رواية يزيد بن الأصم عند مسلم فإن فيها فقال
(٤٠٢)