قلت قول العيني سند حديث خالد جيد ليس بجيد وليس مما يلتفت إليه فإن مدار هذا الحديث على صالح بن يحيى بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب وصالح هذا قال البخاري فيه نظر كما في تهذيب التهذيب وقال ابن الهمام في التحرير إذا قال البخاري للرجل فيه نظر فحديثه لا يحتج به ولا يستشهد به ولا يصح للاعتبار انتهى فحديث خالد هذا لا يصلح للاحتجاج ولا للاستشهاد ولا للاعتبار وقد ضعفه أحمد والبخاري والدارقطني والخطابي وابن عبد البر وعبد الحق وآخرون فلا يصلح لمعارضة حديث جابر وغيره من أحاديث الباب فإن قلت قال العيني وصالح هذا وثقه ابن حبان وحديثه حسن عند أبي داود فإذا كان كذلك صحت المعارضة فإذا تعارضا يرجح المحرم قلت توثيق ابن حبان صالحا هذا وسكون أبي داود على حديثه لا يزن بشئ في جنب قول البخاري فيه نظر وتضعيف الأئمة المذكورين ولذلك لم يسكت عنه المنذري في تلخيص السنن بل قال قال أبو داود هذا منسوخ وقال الإمام أحمد هذا حديث منكر وقال البخاري صالح بن يحيى المقدام بن معد يكرب الكندي الشامي عن أبيه فيه نظر وذكر الخطابي أن حديث جابر إسناده جيد وأما حديث خالد بن الوليد ففي إسناده نظر وصالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده لا يعرف سماع بعضهم عن بعضهم وقال موسى بن هارون الحافظ لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده وقال الدارقطني هذا حديث ضعيف وقال الدارقطني أيضا هذا إسناد مضطرب وقال الواقدي لا يصح هذا لأن خالدا أسلم بعد فتح مكة وقال البخاري خالد لم يشهد خيبر وكذلك قال الإمام أحمد بن حنبل لم يشهد خيبر إنما أسلم بعد الفتح وقال أبو عمر النمري ولا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح وقال البيهقي إسناده مضطرب ومع اضطرابه مخالف لحديث الثقات انتهى (ونهانا عن لحوم الحمر) أي الأهلية وسيأتي حكم الحمر الأهلية في الباب الذي بعده قوله: (وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر) أخرجه البخاري قالت ذبحنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا ونحن بالمدينة فأكلناه وأخرجه مسلم أيضا وفي الباب أيضا عن ابن عباس أخرجه الدارقطني بسند قوي ولفظه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية وأمر بلحوم الخيل قاله الحافظ في الفتح قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
(٤١٣)