قوله: (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه الشيخان (وقد اختلف أهل العلم في أكل الضب كل فرخص فيه بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم) وهو قول الجمهور وهو الراجح المعول عليه وقد استدلوا على ذلك بأحاديث تدل على إباحة أكله فمنها حديث ابن عمر المذكور في الباب ومنها أحاديث ابن عباس وعمر وجابر التي أشار إليها الترمذي وذكرنا ألفاظها ومنها حديث خالد بن الوليد وقد تقدم لفظه ومنها حديث ابن عمر أخرجه البخاري ومسلم عنه قال كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه سعد فذهبوا يأكلون من لحم فنادتهم امرأة من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه لحم ضب فأمسكوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا وأطعموا فإنه حلال أو قال لا بأس به ولكنه ليس من طعامي كذا في نصب الراية ومنها حديث يزيد بن الأصم أخرجه مسلم والطحاوي عنه قال دعانا عروس بالمدينة فقرب إلينا ثلاثة عشر ضبا فآكل وتارك فلقيت ابن عباس من الغد فأخبرته فأكثر القوم حوله حتى قال بعضهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكله ولا أنهى عنه ولا أحرمه فقال ابن عباس بئسما قلتم ما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا محللا ومحرما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو عند ميمونة وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة أخرى إذ قرب إليهم خوان عليه لحم فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل قالت له ميمونة إنه لحم ضب فكف يده وقال هذا لحم لم آكله قط وقال لهم كلوا فأكل منه الفضل وخالد بن الوليد والمرأة وقالت ميمونة لا آكل من شئ إلا شئ يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها حديث سليمان بن يسار المرسل وقد تقدم ومنها حديث أبي هريرة أخرجه الطحاوي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصحفة فيها ضباب فقال كلوا فإني عائفه ومنها حديث خزيمة بن جزء أخرجه ابن ماجة قال قلت يا رسول الله جئتك لأسألك عن أحناش الأرض ما تقول في الضب كل قال لا آكله ولا أحرمه قال قلت فإني آكل مما لم تحرم ولم يا رسول الله قال فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقا رابني (وكرهه بعضهم) قال الطحاوي في شرح الآثار وقد كره قوم أكل الضب كل منهم أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد رحمة الله عليهم
(٤٠٤)