أكثر فخمسة خير من أربعة وكذا كل جماعة خير ممن هو أقل منهم لا ممن فوقهم (وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا يغلب) بصيغة المجهول أي لا يصير مغلوبا (اثنا عشر ألفا) قال الطيبي جميع قرائن الحديث دائرة على الأربع واثنا عشر ضعفا أربع ولعل الإشارة بذلك إلى الشدة والقوة واشتداد ظهرانيهم تشبيها بأركان البناء وقوله من قلة معناه أنهم صاروا مغلوبين لم يكن للقلة بل لأمر اخر سواها وإنما لم يكونوا قليلين، والأعداء مما لا يعد ولا يحصى لان كل واحد من هذه الا ثلاث جيش قوبل بالميمنة أو الميسرة أو القلب فليكفها ولأن الجيش الكثير المقاتل منهم بعضهم وهؤلاء كلهم مقاتلون ومن ذلك قول بعض الصحابة يوم حنين وكانوا اثني عشر ألفا لن نغلب اليوم من قلة وإنما غلبوا من إعجاب منهم قال تعالى (ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا) وكان عشرة آلاف من أهل المدينة وألفان من مسلمي فتح مكة قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أبو داود والدارمي والحاكم وسكت عنه أبو داود واقتصر المنذري في مختصر السنن على نقل كلام الترمذي وقال الحاكم هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين قوله: (وقد رواه حبان بن علي العتري) بفتح العين والنون ثم زاي أبو علي الكوفي ضعيف من الثامنة.
(باب من يعطي الفئ) قال في النهاية الفئ هو ما حصل المسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد وأصل الفئ الرجوع كأنه كان في الأصل لهم فرجع إليهم انتهى