حملة الحلة الحمراء على ما ذكر ينافي ما احتج به في أثناء كلامه من إنكاره صلى الله عليه وسلم على القوم الذين رأى على رواحلهم أكسية فيها خطوط حمر وفيه دليل على كراهية ما فيه الخطوط وتلك الحلة كذلك بتأويله انتهى (له شعر يضرب منكبيه) أي إذا تدلى شعره الشريف يبلغ منكبيه (بعيد ما بين المنكبين) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وروى مكبرا أو مصغرا أي عريض أعلى الظهر ووقع في حديث أبي هريرة عند ابن سعد رحب الصدر (ليس بالقصير ولا بالطويل) أي المعيوبين والحديث يدل على جواز لبس الثوب الأحمر للرجال ويدل على ذلك أيضا حديث أبي جحيفة عند البخاري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء من أدم الحديث وفيه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرا صلى إلى العنزة بالناس ركعتين الخ وحديث هلال بن عامر عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلي أمامه يعبر عنه أخرجه أبو داود قال الحافظ في الفتح وإسناده حسن وللطبراني بسند حسن عن طارق المحاربي نحوه لكن قال بسوق المجاز وحديث جابر عن البيهقي أنه كان له صلى الله عليه وسلم ثوب أحمر يلبسه في العيدين والجمعة وروى ابن خزيمة في صحيحه نحوه بدون ذكر الأحمر وحديث بريدة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان الحديث أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره قال الشوكاني في النيل قد احتج بهذه الأحاديث من قال بجواز لبس الأحمر وهم الشافعية والمالكية وغيرهم وقال الحافظ في الفتح جاء الجواز مطلقا عن علي وطلحة وعبد الله بن جعفر والبراء وغير واحد من الصحابة وعن سعيد بن المسيب والنخعي والشعبي وأبي قلابة وأبي وائل وطائفة من التابعين انتهى وذهبت الحنفية إلى الكراهة واحتجوا بحديث عبد الله بن عمر وقال مر بالنبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه فلم يرد عليه أخرجه الترمذي وأبو داود وقال الحافظ هو حديث ضعيف الاسناد وإن وقع في بعض نسخ الترمذي أنه قال حديث حسن وقال المنذري في إسناده أبو يحيى القتات وقد اختلف في اسمه فقيل عبد الرحمن بن دينار وقيل زاذان وقيل عمران وقيل مسلم وقيل زياد وهو كوفي لا يحتج بحديثه وقال أبو بكر البزار هذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمر ولا نعلم له طريقا إلا هذه الطريق ولا نعلم رواه عن إسرائيل إلا إسحاق بن منصور
(٣١٩)